الأردن تمدد شراكتها الاستراتيجية مع مايكروسوفت

لشركة ميكروسوفت ارتباط طويل الأمد مع الاردن، يعود إلى العام 2002 عندما وقع الملك عبد الله وبيل غيتس اتفاقية في يناير من ذلك العام، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. وبموجب ذلك الاتفاق أصبحت شركة مايكروسوفت أول شركة تكنولوجيا عالمية تقيم قاعدة لها فى المملكة الأردنية.


أثناء تجديد الشراكة الاستراتيجية
مؤخراً تم تجديد شراكة استراتيجية بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة مايكروسوفت التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها. وقد جرى تمديد هذه الشراكة، التي كانت قد أنشئت لأول مرة فى العام 2003، حتى العام 2009، على أن تقدم مايكروسوفت بموجبها تراخيص برمجياتها وما يتبع ذلك من خدمات فنية وتدريب لمختلف المؤسسات والدوائر الحكومية وذلك من خلال شريكها الاستراتيجي، الشركة العامة للحاسبات والإلكترونيات.


مبادرات مشجعة

بموجب الاتفاق، ستقوم مايكروسوفت بتوفير تراخيص برمجياتها للجهات الحكومية المختلفة مع خصم تصل نسبته إلى %65 من مجمل قيمتها. وسيقوم متخصصون بزيارات إلى مختلف الإدارات على أساس منتظم لتقديم توصيات بشأن تحسين الأداء من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات، ودعم تنصيب وتشغيل خادم إدارة أنظمة مايكروسوفت، إضافة إلى تدريب الموظفين.

وستقوم مايكروسوفت أيضا بتخصيص عدة ملايين من الدولارات لتنفيذ بعض المشاريع الاستراتيجيه بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إضافة إلى إنشاء برامج لتطوير البرمجيات لشركائها المحليين وتمويل برنامج تدريب داخلي للطلاب في القطاع الحكومي.

والواقع أن مايكروسوفت قد بذلت جهوداً حثيثة لدعم قطاع تكنولوجيا المعلومات التعليمي في الأردن، حيث عملت عن كثب في هذا المجال مع وزارة التربية والتعليم. وقام شركاء الشركة العالميين باستهداف كل من المعلمين والطلاب في المملكة من خلال مبادرة التعلم، بينما أقامت أيضا المكتبات الإلكترونيه في عمان وماركا، وكذلك محطات معرفة في أماكن مختلفة من الأردن تشجع على استخدام تكنولوجيا المعلومات.

وقال باسم الروسان، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن الاتفاقيات مع الشركات العالمية مثل مايكروسوفت قدمت الكثير في مجال المساعدة في تنمية 'القوة العاملة المتخصصة' وشجعت على الابتكار في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المملكة.


إيرادات واعدة للقطاع

تأتي الأرقام التي قدمتها جمعية تكنولوجيا المعلومات في الأردن (إنتاج) لتدعم تصريحات الوزير المذكورة. فقد بلغت إيرادات صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردنية 1.8 مليار دولار عام 2006، بزيادة قدرها %1.5 عن العام السابق.

وكان لقطاع الاتصالات النصيب الأكبر من الإيرادات، أكثر من مليار دولار، بمعدل نمو بلغ %7.8. اما نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات فقد بلغ %32.6 في حين ارتفع الدخل لأكثر من 770 مليون دولار. وقدّر صبري طباع، الرئيس التنفيذي لـ إنتاج، أن صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الأردن ستنمو بنسبة لا تقل عن %25 هذا العام.

وتحرص الحكومة على أن ترفع إيرادات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى المستقبل القريب، حيث تطمح لأن ترتفع عائدات التصديرمن هذا القطاع، والتي تقارب هامش الـ 200 مليون دولار، معظمها في شكل خدمات استشارية وبرامج إلكترونية. والآلية التي ستستخدمها لتحقيق ذلك هي التسويق الفعال للشركات الأردنية.


استراتيجية وطنية

مما لاشك فيه أن المحور الرئيسي لمساعي الأردن لتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سيتمثل في الاستراتيجيه الوطنية الممتدة حتى عام 2011. وقد وضع الاستراتيجية كل من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهيئة تنظيم قطاع الاتصالات في الأردن وإنتاج. وسيقوم برنامج التطوير المستدام لنشر الأعمال وضمان جودتها SABEQ، والذي هو عبارة عن مبادرة اقتصادية خماسية ممولة من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، بتقديم المساعدة التقنيه والدعم المالي في هذا الإطار.

وتتضمن الاستراتيجية بعض الأهداف الأساسية مثل زيادة انتشار الإنترنت في المملكة من مستواه الحالي البالغ %11 إلى %50 وزيادة عدد الأشخاص العاملين في صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من حوالى 16,000 إلى 35,000. ومن الأهداف الرئيسية الموضوعة رفع إيرادات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمعدل ثلاثة أضعاف لتصل إلى 3 مليارات دولار في غضون خمس سنوات.

وتشتمل الخطة على أربعة محاور رئيسية وهي الاتصال، والبحث والتطوير، والعمل والتعليم وقوانين الاستثمار. وقد بدأ تنفيذ الاستراتيجيه منذ بداية يوليو الماضي. وللتأكد من بقائها ضمن المسار المحدد لها، تم تشكيل وحدة عمل ستقوم بإصدار نشرات فصليه عن التقدم.

ويعتقد خبراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الأردن أن الاستراتيجية طموحة وقابلة للتطبيق. كما أن رؤية مشغلين دوليين مثل مايكروسوفت والتي تقدم شراكات بين القطاعين العام والخاص وبالتالي التدريب والموارد إلى المزيد من الناس فى المملكة، سوف يعطى دفعة جديدة ومحفزاً لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإنتاج لبذل المزيد من الجهود لتحقيق أهدافها.